فصل: (سورة الأحقاف: الآيات 17- 18).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والمراد بالنعمة التي استوزع الشكر عليها: نعمة التوحيد والإسلام. وجمع بين شكرى النعمة عليه وعلى والديه. لأن النعمة عليهما نعمة عليه. وقيل في العمل المرضى: هو الصلوات الخمس.
فإن قلت: ما معنى فِي في قوله: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}؟ قلت: معناه: أن يجعل ذرّيته موقعا للصلاح ومظنة له كأنه قال: هب لي الصلاح في ذرّيتى وأوقعه فيهم ونحوه:
يجرح في عراقيبها نصلى

{مِنَ الْمُسْلِمِينَ} من المخلصين. وقرئ: {يتقبل}. و{يتجاوز}. بفتح الياء. والضمير فيهما للّه عز وجل. وقرئا بالنون.
فإن قلت: ما معنى قوله: {فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ} قلت: هو نحو قولك:
أكرمنى الأمير في ناس من أصحابه. تريد: أكرمنى في جملة من أكرم منهم. ونظمنى في عدادهم. ومحله النصب على الحال. على معنى: كائنين في أصحاب الجنة ومعدودين فيهم {وَعْدَ الصِّدْقِ} مصدر مؤكد. لأن قوله: {يتقبل}. و{يتجاوز}: وعد من اللّه لهم بالتقبل والتجاوز. وقيل: نزلت في أبى بكر رضى اللّه عنه وفي أبيه أبى قحافة وأمّه أم الخير وفي أولاده. واستجابة دعائه فيهم. وقيل: لم يكن أحد من الصحابة من المهاجرين منهم والأنصار أسلم هو ووالداه وبنوه وبناته غير أبى بكر.

.[سورة الأحقاف: الآيات 17- 18].

{وَالَّذِي قال لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ ويلك آمن إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقول ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الأولين (17) أولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القول فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ والإنس إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18)}.
{وَالَّذِي قال لِوالِدَيْهِ} مبتدأ خبره: {أولئك الذين حق عليهم القول}. والمراد بالذي قال: الجنس القائل ذلك القول. و لذلك وقع الخبر مجموعا. وعن الحسن: هو في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث. وعن قتادة: هو نعت عبد سوء عاق لوالديه فاجر لربه. وقيل:
نزلت في عبد الرحمن بن أبى بكر قبل إسلامه وقد دعاه أبوه أبو بكر وأمّه أمّ رومان إلى الإسلام. فأفف بهما وقال: ابعثوا لي جدعان بن عمرو وعثمان بن عمرو. وهما من أجداده حتى أسألهما عما يقول محمد. ويشهدوا لبطلانه أن المراد بالذي قال: جنس القائلين ذلك. وأنّ قوله: {الذين حق عليهم} القول: هم أصحاب النار. وعبد الرحمن كان من أفاضل المسلمين وسرواتهم. وعن عائشة رضى اللّه عنها إنكار نزولها فيه. وحين كتب معاوية إلى مروان بأن يبايع الناس ليزيد قال عبد الرحمن: لقد جئتم بها هرقلية: تبايعون لأبنائكم. فقال مروان: يا أيها الناس. هو الذي قال اللّه فيه وَالَّذِي قال: {لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما} فسمعت عائشة فغضبت وقالت: واللّه ما هو به. ولو شئت أن أسميه لسميته ولكن اللّه لعن أباك وأنت في صلبه. فأنت فضض من لعنة اللّه. وقرئ: {أف}. بالكسر والفتح بغير تنوين. وبالحركات الثلاث مع التنوين. وهو صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر. كما إذا قال: حس. علم منه أنه متوجع. واللام للبيان. معناه: هذا التأفيف لكما خاصة. ولاجلكما دون غير كما. وقرئ:{أتعدانني}: بنونين. و{أتعداني}: بأحدهما. و{أتعداني}: بالإدغام. وقد قرأ بعضهم: {أتعدانني} بفتح النون. كأنه استثقل اجتماع النونين والكسرتين والياء. ففتح الأولى تحريا للتخفيف. كما تحراه من أدغم ومن أطرح أحدهما {أَنْ أُخْرَجَ} أن ابعث وأخرج من الأرض. وقرئ: {أخرج وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي} يعنى: ولم يبعث منهم أحد {يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ} يقولان: الغياث باللّه منك ومن قولك. وهو استعظام لقوله: {وَيْلَكَ} دعاء عليه بالثبور: والمراد به الحث والتحريض على الآيمان لا حقيقة الهلاك {فِي أُمَمٍ} نحو قوله: {فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ} وقرئ: {أن}. بالفتح. على معنى: امن بأن وعد اللّه حق.

.[سورة الأحقاف: آية 19].

{ولكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وليوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19)}.
ولكُلٍّ من الجنسين المذكورين {دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} أي منازل ومراتب من جزاء ما عملوا من الخير والشر. ومن أجل ما عملوا منهما. فإن قلت: كيف قيل: درجات. وقد جاء: الجنة درجات والنار دركات؟ قلت: يجوز أن يقال ذلك على وجه التغليب. لاشتمال كل على الفريقين {وليوَفِّيَهُمْ} وقرئ: بالنون تعليل معلله محذوف لدلالة الكلام عليه. كأنه قيل: وليوفيهم أعمالهم ولا يظلمهم حقوقهم: قدر جزاءهم على مقادير أعمالهم. فجعل الثواب درجات والعقاب دركات.

.[سورة الأحقاف: آية 20].

{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)}.
ناصب الظرف هو القول المضمر قبل {أَذْهَبْتُمْ} وعرضهم على النار: تعذيبهم بها. من قولهم: عرض بنو فلان على السيف إذا قتلوا به. ومنه قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ} عَلَيْها ويجوز أن يراد: عرض النار عليهم من قولهم: عرضت الناقة على الحوض. يريدون: عرض الحوض عليها فقلبوا. ويدل عليه تفسير ابن عباس رضى اللّه عنه: يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها {أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ} أي: ما كتب لكم حظ من الطيبات إلا ما قد أصبتموه في دنياكم. وقد ذهبتم به وأخذتموه. فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم شيء منها. وعن عمر رضى اللّه عنه: لو شئت لدعوت بصلائق وصناب وكراكر وأسنمة. ولكنى رأيت اللّه تعالى نعى على قوم طيباتهم فقال: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا}. وعنه: لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأحسنكم لباسا. ولكنى أستبقى طيباتى: وعن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالأدم ما يجدون لها رقاعا. فقال: «أأنتم اليوم خير أم يوم يغدوأحدكم في حلة ويروح في أخرى. ويغدى عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى. ويستر بيته كما تستر الكعبة». قالوا: نحن يومئذ خير. قال. «بل أنتم اليوم خير» وقرئ: {أذهبتم} بهمزة الاستفهام. و{اأذهبتم} بألف بين همزتين. {الهون}. و{الهوان}: وقرئ {عذاب الهوان}. وقرئ {يفسقون} بضم السين وكسرها. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
فيه وجهان:
أحدهما: معناه قُضِي نزول الكتاب من الله العزيز الحكيم. قاله النقاش.
الثاني: هذا الكتاب يعني القرآن تنزيل من الله العزيز الحكيم. قاله الحسن.
قوله عز وجل: {مَا خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ} فيه أربعة أوجه:
أحدها: إلا بالصدق. قاله ابن إسحاق.
الثاني: إلا بالعدل. وهو مأثور.
الثالث: إلا للحق. قاله الكلبي.
الرابع: إلا للبعث. قاله يحيى.
{وَأَجَلٍ مُّسَمًّى} فيه وجهان:
أحدهما: أنه أجل القيامة. قاله ابن عباس.
الثاني: أنه الأجل المقدور لكل مخلوق. وهو محتمل.
قوله عز وجل: {أو أثارة مِّنْ عِلْمٍ} قرأ الحسن وطائفة معه {أو أثرة} وفي تأويل {أو أثارة} وهي قراءة الجمهور ثلاثة أوجه:
أحدها: رواية من علم. قاله يحيى.
الثاني: بقية. قاله أبو بكر بن عياش. ومنه قول الشاعر:
وذات أثارة أكلت عليها ** نباتًا في أكمته قفارا

أي بقية من شحم.
الثالث: أو علم تأثرونه عن غيركم. قاله مجاهد.
ويحتمل رابعًا: أواجتهاد بعلم. لأن أثارة العلم الاجتهاد.
ويحتمل خامسًا: أو مناظرة بعلم لأن المناظر في العلم مثير لمعانيه.
ومن قرأ {أو أثرة مِّنْ عِلْمٍ} ففي تأويله خمسة أوجه:
أحدها: أنه الخط. وقد رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: ميراث من علم. قاله عكرمة.
الثالث: خاصة من علم. قاله قتادة.
الرابع: أوبقية من علم. قاله عطية.
الخامس: أثرة يستخرجه فيثيره. قاله الحسن.
قوله عز وجل: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ} قال ابن عباس: معناه لست بأول الرسل. والبدع الأول. والبديع من كل شيء المبتدع. وأنشد قطرب لعدي بن زيد:
فلا أنا بدع من حوادث تعتري ** رجالًا غدت من بعد بؤسي بأسعد

{وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: يعني لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا لا في الآخرة. فلا أدري ما يفعل بي أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي. أوأُقتل كما قتل الأنبياء من قبلي ولا أدري ما يفعل بكم. إنكم مصدقون أو مكذبون. أو معذبون أو مؤخرون. قاله الحسن:
الثاني: لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة. وهذا قبل نزول {لِيَغْفِر لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} الآية. فلما نزل عليه ذلك عام الحديبية علم ما يفعل به في الآخرة وقال لأصحابه: «لَقَدْ أَنْزَلَ عَلَيَّ آية هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعِهَا» فلما تلاها قال رجل من القوم: هنيئًا يا رسول الله. قد بين الله ما يفعل بك. فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحْتِهَا الأنهَارُ} الآية. قاله قتادة.
الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل الهجرة «لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي أَرْضًا أَخْرُجُ إِلَيْهَا مِن مَكَّةَ» فلما اشتد البلاء على أصحابه بمكة قالوا: يا رسول الله حتى متى نلقى هذا البلاء؟ ومتى تخرج إلى الأرض التي رأيت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولا بِكُم. أَنَمُوتُ بِمَكَّةَ أَمْ نَخْرُجُ مِنهَا» قال الكلبي.
الرابع: معناه قل لا أدري ما أؤمر به ولا ما تؤمرون به. قاله الضحاك.
قوله عز وجل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ} فيه قولان:
أحدهما: إن كان القرآن من عند الله وكفرتم به. قاله يحيى.
الثاني: إن كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا من عند الله وكفرتم به. قاله الشعبي.
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ بَني إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} فيه خمسة أقاويل:
أحدها: أنه عبد الله بن سلام شهد على اليهود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في التوراة. قاله ابن عباس. وعكرمة. وقتادة. ومجاهد.
الثاني: أنه امين بن يامين. قال لما أسلم عبد الله بن سلام: أنا شاهد مثل شهادته ومؤمن كإيمانه. قاله السدي.
الثالث: أن موسى مثل محمد صلى الله عليه وسلم يشهد بنبوته. والتوراة مثل القرآن يشهد بصحته. قاله مسروق. ولم يكن في عبد الله بن سلام لأنه أسلم بالمدينة والآية مكية.
الرابع: هو من امن من بني إسرائيل بموسى والتوراة. قاله الشعبي.
الخامس: أنه موسى الذي هو مثل محمد صلى الله عليهما شهد على التوراة. التي هي مثل القرآن. حكاه ابن عيسى.
{فآمن وَاسْتَكْبَرْتُمْ} أنتم عن الآيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. قاله مسروق.
وفي قولان:
أحدهما: فآمن عبد الله بن سلام برسو ل الله صلى الله عليه وسلم وبالقرآن واستكبر الباقون عن الآيمان. قاله ابن عباس.
الثاني: فآمن مَن امن بموسى وبالتوراة واستكبرتم أنتم عن الآيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن. قاله مسروق. وحكى النقاش أن في الآية تقديمًا وتأخيرًا تقديره: قل أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن هو وكفرتم.
وقال ابن عيسى: الكلام على سياقه ولكن حذف منه جواب إن كان من عند الله وفي المحذوف ثلاثة أوجه:
أحدها: تقديره: وشهد شاهد من بني إسرائيل فآمن. أتؤمنون؟ قاله الزجاج.
الثاني: تقدير المحذوف: فآمن واستكبرتم أفما تهلكون. قاله مذكور.
الثالث: تقدير المحذوف من جوابه: فمن أضل منكم إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
قوله عز وجل: {وَقال الِّذِينَ كَفَرُواْ لِلِّذِينَ ءَآمنوا لَو كَانَ خَيرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} وفي سبب نزول هذه الآية أربعة أقاويل:
أحدها: أن أبا ذر الغفاري دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بمكة فأجاب واستجاب به قومه فأتاه زعيمهم فأسلم. ثم دعاهم الزعيم فأسلموا فبلغ ذلك قريشًا فقالوا: غفار الخلفاء لوكان خيرًا ما سبقونا إليه. فنزلت. قاله أبو المتوكل.
الثاني: أن زنيرة أسلمت فأصيب بصرها. فقالوا لها: أصابك اللات والعزى. فرد الله عليها بصرها. فقال عظماء قريش: لوكان ما جاء به محمد خير ما سبقتنا إليه زنيرة فنزلت. قاله عروة بن الزبير.
الثالث: أن الذين كفروا هم عامر وغطفان وأسد وحنظلة قالوا لمن أسلم من غفار وأسلم وغطفان وجهينة ومزينة وأشجع: لوكان ما جاء به محمد خيرًا ما سبقتنا إليه رعاة البهم. فنزلت. قاله الكلبي.
الرابع: أن الكفار قالوا: لوكان خيرًا ما سبقتنا إليه اليهود فنزلت هذه الآية. قاله مسروق.
وهذه المعارضة من الكفار في قولهم لوكان خيرًا ما سبقونا إليه من أقبح المعارضات لأنقلابها عليهم لكل من من خالفهم حتى يقال لهم: لوكان ما أنتم عليه خيرًا ما عدنا عنه. ولوكان تكذيبكم للرسول خيرًا ما سبقتمونا إليه.
{وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ} يعني إلى الآيمان. وفيه وجهان:
أحدهما: وإذا لم يهتدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. قاله مقاتل.
الثاني: بالقرآن.
{فَسَيَقولونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} يحتمل وجهين:
أحدهما: فسيقولون هذا القرآن كذب قديم. تشبيهًا بدين موسى القديم. تكذيبًا بهما جيمعًا.
قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قالواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: ثم استقاموا على أن الله ربهم. قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
الثاني: ثم استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله. قاله ابن عباس.
الثالث: على أداء فرائض الله. رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
الرابع: على أن أخلصوا له الدين والعمل. قاله أبو العالية.
الخامس: ثم استقاموا عليه فلم يرجعوا عنه إلى موتهم. رواه أنس مرفوعًا.